ترجمة الشيخ الأمين أحمد القرشي

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة مادح المصطفى صلى الله عليه وسلم
الشيخ الأمين أحمد القرشي

والدنا الشيخ الأمين أحمد القرشي من أهالي قرية أبو ريش بمنطقة سنار،
لمع نجمه في المدائح النبوية في أوائل الستينات، حيث سجل للإذاعة السودانية مع تلميذه ورفيق دربه المادح الشيخ علي الشاعر، تغمد الله الجميع برحمته ورضوانه.

عاصر وتتلمذ الشيخ الأمين أحمد القرشي على الرواد الأوائل من منشدي المدائح النبوية بالعاصمة من أمثال أب ضرس وود الكدير والشيخ بشير الحضري والسماني أحمد عالم والشيخ حاج التوم من الله والشريف زين العابدين البدري ومداح الشاعر الشيخ حياتي الحاج حمد ومداح الكسواب وغيرهم.

واصل المرحوم الشيخ الأمين أحمد القرشي رسالة المدائح النبوية في إحترام تام لهذه الرسالة الجليلة في ثياب العز والعفاف ، مترفعا عن كل ما ينحط بها، في كبرياء وتواضع، شحيحا بدينه، لينا سهلا في خلقه، كسته محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم هيبة ووقارا، وشكل مع رفيق دربه الشيخ على الشاعر ثنائيا فذا، عني بجودة الأداء وانتخاب المدائح الرصينة للنابهين من شعراء المدائح، إبتداءً من حاج الماحي(القبة البلوح قنديلا)، إلى بقية الثلة الكرام مداح البادراب الشيخ صالح ود الأمين وحاج العاقب وطيفور وود تميم وقدورة، والشيخ أحمد ود سعد والشيخ أحمد أبو شريعة، وتفنن في مختارات من مدائح واسطة العقد الشيخ حياتي الحاج حمد، مضيفا إلى ذلك أدبيات البيت الطيبي في التصوف والمدح (يا ليلة ليلك جن؛ وغيرها) ، ومدح للمعاصرين، أمثال الشيخ هاشم الشيخ عبد المحمود نور الدائم والشيخ عبد الرحيم الشيخ محمد وقيع الله البرعي، وغيرهم، ومدح أشعار خاصة به في مدح النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

والملفت في مسيرة الفقيد الشيخ الأمين القرشي إهتمامه بتدريب الأجيال الصاعدة على الآداء الرائع والأصيل لمدح النبي صلى الله عليه وسلم ، فتتلمذ على يديه الكثير من أساطين المدح إبتداءً من رفيق دربه الشيخ على الشاعر، ثم إنضاف إليهم الشيخ إسماعيل محمد علي لتشكيل ثلاثي أصبح معروفا ومميزا بأداء المدائح حسب إيقاعاتها الأصلية بالطار وفق الرواية التي وضعها المؤلفون لها؛ في زمن كثر فيه التهافت على الألحان الخفيفة والخروج على إيقاعات الطار الأصلية المأخوذة بالتواتر بين أصحاب هذا الفن، لتمتد مدرسة الشيخ الأمين القرشي وتنتشر على يد الكثيرين من تلامذته ومحبي فنه، وهي على ذلك.

إتجه المرحوم الشيخ الأمين القرشي في فترة مبكرة من حياته إلى تنمية ملكاته العلمية والعقلية فانتسب إلى معهد أمدرمان العلمي لتلقي علوم الفقه والحديث والسيرة واللغة والتفسير وغيرها من العلوم الشرعية، فتخرج منه بعد أربع سنوات في مسيرة عصامية فريدة، إنعكست عليه آثار هذه الفترة تقويما وتجويدا للرسالة التي وهب نفسه إليها، واستشعارا منه لأهمية العلم أسس معهدا علميا ببلدته وجعله وقفا لحياته العامرة بالبركات وفعل الخيرات،

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه أعلى فراديس جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتبه راجي رحمة ربه: حسب الرسول الطيب الشيخ
الأربعاء، 29 أيلول سبتمبر، 2010