مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
من وصايا الشيخ عبد الباقي المكاشفي
صفحة 1 من اصل 1
من وصايا الشيخ عبد الباقي المكاشفي
بسم الله الرحمن الرحيم
من وصايا أبونا الشيخ عبد الباقي المكاشفي
أيها الأخوة إنني لست بأفضل منكم، بل غبار حذائكم، ولا أزكى نفسي، ولكن ينبغي لمدير الكأس، أن ينهي الجلاس، عن التكالب على الدنيا، لأنها ليست من شئون الطائفة الجنيدية، التي هي صفة من كنه الأخيار، تدثرت حلل الأنوار، وصحت معاملتها مع مولاها، وكشف لها واقع الأنوار وأراها، وصارت مقبلة عليه، ونبذوا الدنيا وراء ظهورهم، وعملوا لتوسيع قبورهم بالعمل الخالص، فكيف بنا نحن وقد صار تعبنا إلى بطوننا، والقلوب اشرأب عليها سحائب الران، ومع ذلك تعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كالسراب يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وأنها لم تزن عند الله جناح بعوضة، وقد ذمها الله تعالى: {ما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو}، ومع ذلك ضمن لنا الرزق، ولم يضمن لنا الجنة، قال تعالي: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}. وقد علم لديكم أن الإنسان إذا ركب الريح، لركب الرزق البرق ولحقه، وقد قسمه الله على ثلاثة أقسام: قسم لأعدائه يتمتعون به، وقسم للمتقين يتزينون به، وقسم للمؤمنين يتزودون به، فما لكم إلا الزاد، فهيا بنا إلى عمل الآخرة، فأن الدنيا عن قريب تمس بنا سافره، فما لي أراكم معرضين عن دار الكرامة، ومقبلين على دار المصائب والندامة، {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} هيهات بين دار المتقين مع دار الظالمين، فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله، عسى ولعل أن يكفينا سائر الهموم، وأن نجعل القناعة شعارنا ودثارنا، لأن من تمسك بها سما إلى ذروة المجد، قال تعالى مادحا القناعة: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وقد أجمع المفسرون على أنها القناعة، وفي التوراة: القانع غني ولو كان جائعاً، فما دام أنتم منتسبين إلى هذا المقام، فلا تدنسوا دينكم بنيران الحطام، وإياكم والتواضع لأبناء الدنيا وقد ورد أن من تواضع لغني، ذهب ثلثا دينه، وأنهاكم عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور وقذف المحصنات والنظر إلى المحارم، فإن من ملأ عينه من محرم ملأها الله من حميم جهنم، والعياذة بالله، وأحذركم من اللغو والجدال والاشمئزاز والكبر والبطر والخلابة والبخل وكل ما ينهى الشرع عنه، وأحثكم على تقوى الله والشفقة على خلقه وخفض الجناح ولين الجانب وتوقير الكبير وابتداء السلام والتوسط في كل أمر والرضا بما أراد الله والوقوف عن كل ما نهى عنه خصوصا مخالطة النساء، وعليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير، وعليكم بالجار ولو ذمي فتحملوا أذيته، وإياكم والوقوف على أبواب السلاطين والتطلب منهم، ولا تشكوا أمر لغير الله قط، فإن الله يوكل العبد إلى نفسه، ما دام يشكى لغيره، وحسنوا ظنكم في الله، وعليكم بالنوافل من صلاة الليل، والاستغفار ولو ألفا، وقد ورد: من أستغفر سبعين مرة كتب من المستغفرين بالأسحار، والصلاة الأنسية والتهليل، ليكن دأبكم الحديث: من كان أخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.
من وصايا أبونا الشيخ عبد الباقي المكاشفي
أيها الأخوة إنني لست بأفضل منكم، بل غبار حذائكم، ولا أزكى نفسي، ولكن ينبغي لمدير الكأس، أن ينهي الجلاس، عن التكالب على الدنيا، لأنها ليست من شئون الطائفة الجنيدية، التي هي صفة من كنه الأخيار، تدثرت حلل الأنوار، وصحت معاملتها مع مولاها، وكشف لها واقع الأنوار وأراها، وصارت مقبلة عليه، ونبذوا الدنيا وراء ظهورهم، وعملوا لتوسيع قبورهم بالعمل الخالص، فكيف بنا نحن وقد صار تعبنا إلى بطوننا، والقلوب اشرأب عليها سحائب الران، ومع ذلك تعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كالسراب يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وأنها لم تزن عند الله جناح بعوضة، وقد ذمها الله تعالى: {ما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو}، ومع ذلك ضمن لنا الرزق، ولم يضمن لنا الجنة، قال تعالي: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}. وقد علم لديكم أن الإنسان إذا ركب الريح، لركب الرزق البرق ولحقه، وقد قسمه الله على ثلاثة أقسام: قسم لأعدائه يتمتعون به، وقسم للمتقين يتزينون به، وقسم للمؤمنين يتزودون به، فما لكم إلا الزاد، فهيا بنا إلى عمل الآخرة، فأن الدنيا عن قريب تمس بنا سافره، فما لي أراكم معرضين عن دار الكرامة، ومقبلين على دار المصائب والندامة، {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} هيهات بين دار المتقين مع دار الظالمين، فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله، عسى ولعل أن يكفينا سائر الهموم، وأن نجعل القناعة شعارنا ودثارنا، لأن من تمسك بها سما إلى ذروة المجد، قال تعالى مادحا القناعة: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وقد أجمع المفسرون على أنها القناعة، وفي التوراة: القانع غني ولو كان جائعاً، فما دام أنتم منتسبين إلى هذا المقام، فلا تدنسوا دينكم بنيران الحطام، وإياكم والتواضع لأبناء الدنيا وقد ورد أن من تواضع لغني، ذهب ثلثا دينه، وأنهاكم عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور وقذف المحصنات والنظر إلى المحارم، فإن من ملأ عينه من محرم ملأها الله من حميم جهنم، والعياذة بالله، وأحذركم من اللغو والجدال والاشمئزاز والكبر والبطر والخلابة والبخل وكل ما ينهى الشرع عنه، وأحثكم على تقوى الله والشفقة على خلقه وخفض الجناح ولين الجانب وتوقير الكبير وابتداء السلام والتوسط في كل أمر والرضا بما أراد الله والوقوف عن كل ما نهى عنه خصوصا مخالطة النساء، وعليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير، وعليكم بالجار ولو ذمي فتحملوا أذيته، وإياكم والوقوف على أبواب السلاطين والتطلب منهم، ولا تشكوا أمر لغير الله قط، فإن الله يوكل العبد إلى نفسه، ما دام يشكى لغيره، وحسنوا ظنكم في الله، وعليكم بالنوافل من صلاة الليل، والاستغفار ولو ألفا، وقد ورد: من أستغفر سبعين مرة كتب من المستغفرين بالأسحار، والصلاة الأنسية والتهليل، ليكن دأبكم الحديث: من كان أخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 26, 2015 5:34 am من طرف خدام الجناب المحمدي
» الليل أغطش لوضوك في الطش
الإثنين أكتوبر 26, 2015 5:24 am من طرف خدام الجناب المحمدي
» أدب المديح النبوي في السودان
السبت يوليو 04, 2015 2:12 am من طرف حافظكو
» ادب المديح النبوي
السبت يوليو 04, 2015 2:10 am من طرف حافظكو
» ﻟَﻴْﺲَ ﺍﻟﻐَﺮﻳﺐُ ﻏَﺮﻳﺐَ ﺍﻟﺸَّﺄﻡِ ﻭﺍﻟﻴَﻤَﻦِ
الثلاثاء يونيو 23, 2015 4:45 am من طرف خدام الجناب المحمدي
» من وصايا الشيخ المكاشفي
الثلاثاء يونيو 23, 2015 4:41 am من طرف خدام الجناب المحمدي
» البحر المدير الكون؛ أستاذنا الرشيد مأمون
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:44 am من طرف ابوزينب الشيخ
» مرادي الصادق المأمون ازورو وعندو أكون مضمون
الأحد يناير 25, 2015 6:23 am من طرف خدام الجناب المحمدي
» نشيدة الشيخ المكاشفي في الشيخ الكباشي
الأحد يناير 25, 2015 6:13 am من طرف خدام الجناب المحمدي